القطط المنزليّة، خصائصها وأنواعها

0
           




تُعتبرالقطط من الحيوانات الأليفة الأكثر شعبيّة عند الإنسان، وقد تمّ تدجينها من طرف الإنسان قبل تسعة آلاف وخمس مئة سنة تقريباً. وتُصنّفُ القطط من الحيوانات المُفترسة، حيث تمتلك أسنان حادّة وجهاز هضمي متخصّص بهضم اللّحوم، وكذلك تمتلك حاستَي سمع وشمّ قويّتين، ولها القدرة على الرّؤية في الظّلام بشكل واضح، المعروف عن القطط أنّها تنام بمعدل ثلاثة عشرة الى أربعة عشرة ساعة في اليوم الواحد، وهناك بعض القطط التي قد تنام ما يُقارب العشرين ساعة يوميّاً، لكي تُحافض على طاقتها وجُهدها، وهي تفضّل النّوم في المناطق الدّافئة أثناء النّهار لكونها تستمع بالحرارة والدّفىء عند تعرّضها لأشعة الشّمس، وهي تختلف عن البشر حيث لا تُبدي انزعاجها من ارتفاع درجات الحرارة، وقد تصل درجة حرارة جسمها تقريباً إلى إثنين وخمسون درجة مئويّة. 


القطط تُحبّ اللّعب كثيراً خاصةََ في صغرها حيث تتفاعل مع أيّ فرصة مُمكنة للمرح، كما أنّها تحب الجلوس في الأماكن العاليّة وتعشق التّسلّق، وعندما تسقط من مكان مُرتفع فهي دائماً تقوم بتعديل وضعها بحيث تلامس الأرض بأطرافها الأربعة عند الهبوط، كما تشتهر معظم القطط أنّها تكره أن تكون مغمورة بالماء ودائما تهرب حين تشعر أنّها ستتبلّل، باستثناء سلالة القطط "الفان التّركي" والتي تشتهر بحبها الشّديد للماء والسّباحة، ولذلك أُطلق عليها إسم قطّة السّباحة، تحمل إناث القطط ما بين ثلاثة إلى خمس قطط في بطنها، تولد القطط بحجم صغير، وتكون عمياء عند ولادتها.


في علم التشريح يُلاحظُ تشابه كبير بين القطط و الأنواع الأخرى من السنوريات، حيثُ تمتلك القطط جسما قوياً ومرناً، وردود فعلها سريعة مع مُحيطها، تمتلك أسنانا حادة ومخالب قابلة للسحب، تصطاد القطط الفرائس الصغيرة كالطّيور والفئران، ولها القدرة على الرؤية الليلية كما لديها حاسة شم متطورة جدّاً. تستطيع القطط التّواصل من خلال إصدار أصوات مثل المواء والخرخرة والشخير، وكذلك بلغة الجسد الخاصة بها. رغم النّزعة الإجتماعية للقطط إلاّ أنها تصطاد مُنفردة. يمكن للقطط أن تسمع أصواتاً خافتة جدا  مقارنة بآذان الإنسان، هذه الأصوات هي مثل التي تُصدرها الفئران والثدييات الصغيرة والحشرات. القطط حيوانات مفترسة يزداد نشاطها عند الفجر.


ذكور القطط أكبر حجما من الإناث، وتختلف القطط المنزلية عن القطط البرية في حجم الهيكل العظمي حيث جماجم القطط المنزليّة وعظامها أصغر و أقصر بالمقارنة مع القطط البرّيّة، يبلُغ متوسط طول القطط المنزليّة حوالي ستة وأربعين سنتيمتراً من بداية الرأس إلى الجسم مع ارتفاع ثلاثة وعشرين إلى خمس وعشرين سنتيمتراً ويصل طول ذيلها إلى حوالي ثلاثون سنتيمتر.، أمّا بالنّسبة لوزنها فالقطط المنزلية البالغة عادة ما تزن ما بين أربعة إلى خمسة كيلوغراماً.


الشوارب المتحركة أو مايُصطلح عليه بالشعرات الأنفية التي تمتلكها القطط والتي تقع عند الوجه تحديدا لها دور مهمّ حيث تُساعدها في التنقل والإحساس، تعطي هذه الشوارب للقطط معلومات حول عرض الفجوة التي تنوي المرور منها و كذلك أماكن الأشياء في الظلام، وذلك عن طريق ملامستها للأشياء مباشرة أو عن طريق استشعارها للتيار الهوائي، كما أنها تعطي للقطط ردود فعل سريعة واقية لكي تحمي عيونها من أي خطر أو تلف قد يُصيبها.


المعروف عن القطط هو أنها تقضي وقتاً طويلاً في لعق فرائها وذلك للحفاظ على نظافته. يحتوي لسان القطط على أشواك متجهة للخلف يبلُغ طولها حوالي خمس مئة ميكرومتر ويُصطلح عليها بالحليمات اللسانية وتحتوي هذه الحُليمات على مادة الكيراتين مما يجعلها خشِنة، وعَملُ هذه الحُليمات مثل عمل مُشط الشعر. تقوم بعض القطط خاصة القطط التي تمتلك شعراً طويلاً بإخراج كرات الشعر من فرائها التي كانت قد تجمعت في بطنها من التنظيف. وعادة ما تخرج كتل الفراء هذه على شكل النّقانق ويتراوح طولها من إثنين إلى ثلاثة سنتيمترات. يمكن التّخلّص من كرات الشعر هذه عن طريق العِلاج الذي يُسهّل إزالة الشعر عن طريق القناة الهضمية، إضافةً إلى تمشيط و تسريح مُنتظِم لفراء القطّ بالفرشاة أو مشط خشن.


ذكور القطط المنزلية غالباً ما تتعارك أكثر من القطط الإناث، السبب المعروف والشائع للمعارك بين القطط البرية يكون سببه التنافس بين الذّكور على الأنثى. ودائماً في مثل هذه الحالات يفوز الذكر الذي له وزنٌ أكبر بمعظم المعارك. أمّا من الأسباب الأكثر شيوعا للعراك بين القطط المنزلية هو عدم المقدرة على إنشاء مناطق داخل المنزل نظراً للمساحة الغير كافية. تتشاجر إناث القطط كذلك للدفاع عن قططها الصغيرة أو أيضا على المناطق. عملية إخصاء القطط  تحدّ من هذا السّلوك في كثير من الحالات أو تقضي عليه، مما يُوضّح ارتباط سلوك العراك بـالهرمونات التناسلية.


توجد العديد من سلالات القطط، لكن بعض السّلالات هي الأكثر إنتشاراً وشهرة:


القط الشّيرازي

يُطلق عليه كذلك بالقط الفارسي ذو الشعر الطويل أو القطّ الإيراني، الطبيعة المسالمة والهادئة لهذا القط منحته الميزة للعيش في المنازل، قطّ ذو وجه لطيف وله وجه ذو خطم قصير، سُميّ بالشيرازي نسبةََ إلى مدينة شيراز في إيران، تتميز هذه القطط بألوانها المتعددة و فروها الطّويل، لها حجم متوسط إلى كبير، اشتهرت هذه السّلالة منذ أواخر القرن التاسع عشر، شعبيّته واختياره من قبل المُربّين ساهم بشكل كبير في تطوير ألوانه المُتعدّدة، شعبيته الكبيرة جعلت من القط الشّيرازي الظهور في جميع المعارض ومناسبات القطط وكذلك في العديد من الكتب والأفلام، وهو القط الأكثر مبيعا في العالم بأكمله.


القط السّيامي

يتميّز القطّ السياميّ بمناطق أوعلامات ذات لون مُختلف للون الجسم على لون الوجه والقدمين والأذنين والذّيل كذلك، لكن هناك بعض القطط السياميّة التي لا تمتلك هذه العلامات، والعديد من القطط السياميّة لها ذيل به عقدة في نهايته. قطط السّيامي لها رأس مثلث كامل الشّكل وجسم ممتلئ، والبعض منها له رأس أكبر وجسم نحيف،  لا يمكن التنبأ بردات فعل هذا القطّ أمّا انثى السيامي فهي خصبة و ولودة، يَرفض القط السيامي أن يشاركه أحد في علاقته مع مربيه لذلك يتعامل بشراسة تجاه القطط الأخرى الموجودة معه في نفس المنزل.


القط ماين كون

هي قطط لها شعبيّة كبيرة أيضاً، تمتاز سلالة هذا القطّ بالشعر الطويل والألوان المتعدّدة ولها خدودٌ مرتفعة وشعر كثيف في منطقة صدرها. قط ماين كون من السلالات الذكية وهي مُحببه للتربية وهي أشهر أنواع القطط الودودة حيث تتميز بهدوئها و تقبل بالعيش مع حيوانات أخرى في نفس المنزل، تربيتها تشبه تربية الكلاب نظراً لذكائها.


قطط راغدول 

قطط مطيعة وتَسهُل قيادتها هي نشيطة وتتميز بالحيوية والحركة، تُحب قطط راغدول أن يُهتمّ بها وتقضي وقتها مع صاحبها كما أنها تستخدم صوتها و مخالبها لِتجلب انتباهه، تستخدم صوتها الناعم كذلك لتذكير صاحبها بموعد الطعام أو لتطلب منه مشاركتها في اللعب، لها عينان مستديرتان زرقاوتان، قط راغدول يسمى أيضا بالقط السبّاح لانه يجيد السباحة، تتميز هذه القطط بذكائها الشديد وتحب أن تحصل على المكافأة عند قيامها بشيء جيد.


القط البنغالي

هي نتاج تهجين من تزاوج قطة منزلية مرقطة مع قط النمر المتوحش، لذلك تتميّز هذه القطط بفراء مرقّط برّي بالرّغم من كونها قطط أليفة، القطط البنغالية فائقة الذكاء ونشيطة جدّاً هي مُحبّة للعب والقفز و تمتلك مهارة في التّسلق حيث تعشق الأماكن المُرتفعة، تحبّ كذلك الشّعور بأنّها فرد من العائلة حيث تتعلّق كثيراً بصاحبها وتريد منه أن يُشاركها اللّعب لفترة طويلة، لذلك فهي لا تناسب الأشخاص الذين يريدون إمتلاك قطط هادئة أو الأشخاص الذين لا يمتلكون الوقت الكافي للعب مع القطط لأنّ القط البنغالي لايُطيق الوحدة.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.