في إندونيسيا قرود المكاكز الموجودة في معبد "أولواطو" توارثت تقنية خاصة بها للحصول على إحتياجاتها من الطّعام، حيث أصبحت تستخدم تقنية العصابات لكي تُرغم الناس على قبول التفاوض معها مقابل طعام كافي لها، والغريب في الأمر أنّها هي من تقرّر حجم المعاملة.
إستطاعت هذه القردة إستيعاب أن الإنسان له أشيائه الخاصة التي هي قيّمة بالنسبة له كالهواتف و المجوهرات والمحافض والأدوات التي يحتاجها ولا يرغب في فقدانها، فأصبحت تسرقها وتهرب بعيدا عنه وتنتظر منه تقديم الفدية لإرجاعها، وهذه الفدية هي عبارة عن طعام يكفيها أو حتّى ترضى عن الكمّية المُقدّمة لها.
فالقردة لن تُعيد حاجيات السيّاح والزًوار حتّى تحصل على العروض التي تعتبرها كمّية عادلة بالنسبة لها.
لاحظ الباحثون المُهتمّون بسلوكيّات هذه القرود، أنّ القرود الأكبر سنّاً تعلم بشكل جيّد المُقتنيات و الأشياء ذات القيمة الأعلى وتحاول الحصول عليها، وهذا أمر مُحيّر يُعبّر عن ذكائها و تعايشها مع المحيط الذي تعيش فيه.
الأمر الذي حيّر الباحثون والمراقبون لسلوكيّات القردة، هو تعاملها مع المسروقات حيث أنها عند الحصول عليها تبقى في المنطقة من أجل عمليّة المقايضة، وتمتنع عن إتلاف الشيء المنهوب لأنها تعلم أن إتلافه سيجعل صاحبه يتخلّى عنه ولن يرغب في المساومة، لهذا فهي تحرص على الحفاظ عليه و إعادته بحالة جيّدة.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.